آبل بين الصعود والهبوط .. ثم النجاح المبهر .. فتش عن الإبداع

بداية الرحلة:

بدأت رحلة الإبداع منذ أكثر من ثلاثين عاما باثنين من الشباب؛ الأول هو “ستيفن وزنياك” الذى ترك دراسة الهندسة سعيا لإشباع رغبته الجامحة فى بناء حاسبات، فقد بدأ حياته فى شركة إتش بى، وفى الوقت نفسه كان يذهب إلى نادى لهواة الكمبيوتر فى كاليفورنيا لمقابلة شباب آخرين لديهم الشغف نفسه. كان “وزنياك” شديد الولع بمكونات الحاسبات والبرمجة المنطقية، حتى إنه إن وجد مشكلة فنية معينة كان يسهر عليها حتى يجد لها حلا، ومن ثم يشرك رفقاءه فى نادى الهواة فى كل ما يتوصل إليه. وفى عام 1976، نجح “وزنياك” فى تطوير لغة برمجة للمعالج 6502، ووزعها على زملائه فى النادى، بل أكثر من ذلك، ساعد كثيرا منهم على بناء حاسباتهم الخاصة. أما الشاب الثانى فهو “ستيف جوبز” الذى شارك “وزنياك” الشغف نفسه، وإن لم يكن لديه كفاءته الفنية وخلفيته العلمية، ولكن كان لديه “الرؤية” اللازمة لترك بصمة واضحة فى الحياة. وكانا قد تعاونا من قبل على تطوير ألعاب إلكترونية لشركة أتارى. وقد أقنع “جوبز” صديقه “وزنياك” بمشاركته، وتجميع مكونات حاسب صغير، وطرحه فى الأسواق تحت اسم Apple I. وبالفعل عملا ذلك فى “جراج” منزل عائلة جوبز (المقر الأول لشركة آبل)!

لقد تكونت لدى “جوبز” رؤية لهذا الجهاز تتعدى حدود بيعه لمجموعة من الهواة فى كاليفورنيا. فقد رأى “جوبز” فى هذا الجهاز فرصة غير مسبوقة لتغيير مفهوم الحاسبات الآلية إلى الآبد. وبالفعل عمل “جوبز” على تحقيق هذه الرؤية، فقد اتصل بشخص آخر يعرفه يدعى “مايك مارككيولا”، كان يعمل فى شركة إنتل، وله خبرة جيدة فى مجالات التسويق والتمويل، ليساعده على اكتساب المعارف الخاصة بالتسويق. ولإيمان “جوبز” بأهمية التمويل، سعى وراء “آرثر روك” المستثمر المعروف الذى موّل إنتل من قبل، لإقناعه بتمويل آبل أيضا، وقد نجح فى ذلك.

فى عام 1978 نجح “وزنياك” فى تجميع كثير من مكونات حاسب شخصى جديد أكثر تطورا، وأطلقه فى الأسواق تحت اسم Apple II، وحقق هذا الجهاز نجاحا غير مسبوق. ودشن “جوبز” مصنعا محليا صغيرا لتجميع 1000 قطعة من الجهاز الجديد، كذلك عمل “مارككيولا” اتفاقيات مع عدد كبير من الموزعين على مستوى الولايات المتحدة، ونظم حملة دعائية للمولود الجديد. وانتقلت آبل من الجراج إلى مبنى فى مدنية كابرتينو بولاية كاليفورنيا. وعلى الصعيد الآخر، كان هؤلاء الشباب فى حاجة إلى وجود تطبيق خاص بالأعمال، لينتقلوا بجهازهم من أسواق الهواة إلى عالم الأعمال غير المحدود. وجاء الحل، بعد عام تقريبا، فى شكل برنامج VisiCalc (برنامج الجداول الإلكترونية) الذى طوره “دان بركلين” (الطالب بجامعة هارفارد) بمساعدة أستاذه “بوب فرانكستون”، ولكن لم يسجلاه؛ وهو مما أتاح لآبل استخدامه وطرحه مع جهازها Apple II.

وبعد عامين، طرحت آبل الجيل الثالث من تلك الحاسبات Apple III، وكانت الشركة فى ذلك الوقت تقوم بمحاولات ضارية لمنافسة آى بى إم ومايكروسوفت فى الأسواق الخاصة بالشركات ومجتمع الأعمال. ولكن لم يلاق هذا الجهاز نجاحا كبيرا؛ لوجود مشكلات فنية، تتعلق بتبريد المعالج الخاص به، ومن ثم استدعت آبل آلاف الأجهزة من السوق، لمعالجة هذا الخلل. وطرحت النسخة المعدلة من الجهاز Apple III+ فى عام 1983، ولكن لاقت تلك النسخة مصير سابقتها نفسه؛ بسبب هجوم الصحافة وقلق العملاء. وفى الوقت نفسه ، سحبت آى بى إم ومايكروسوفت البساط من آبل فى السوق الخاص بالأعمال، وشكلتا تهديدا حقيقيا لها فى تلك الفترة فى أغلب القطاعات السوقية، فيما عدا القطاع التعليمى الذى كان لا يزال منطقة تميز لآبل.

ليزا محبوبة جوبز الصغيرة:

فى هذه الأثناء، زار “جوبز” فى ديسمبر 1979 مركز أبحاث شركة زيروكس فى ولاية كاليفورنيا، لرؤية اختراعهم الجديد Alto Computer الذى يعد أبا الحواسب الشخصية المحمولة. وفى أثناء تجواله فى مركز أبحاث زيروكس، رأى ما يطلق عليه الآن “واجهة المستخدم الرسومية” أو User Graphics Interface (GUI)، وأيقن “جوبز” بحسه الفطرى أن حاسبات المستقبل لابد أن تستخدم هذه الواجهة. لقد كان هذا الرجل دائما سابقا لعصره فيما يخص التكنولوچيا وتطبيقاتها، وقرر تطوير جهاز آبل، ليكون مستخدما لتقنية GUI، وشكل فريقا لعمل هذا الجهاز الذى سماه Apple Lisa (على اسم ابنته). ولكن فى الوقت نفسه، كان هناك فريق آخر، داخل الشركة، قائما على تطوير جهاز جديد منخفض التكاليف، يدعى Apple Macintosh الذى كان فريق العمل به على يقين من أنه سيكون “المنقذ” للشركة. وادعى كل فريق أنه قادر على الوصول إلى منتج نهائى قبل الآخر، وهذا ما سبب منافسة شرسة، وحربا ضروسا بين الفريقين؛ وهو مما أدى إلى وجود مناخ غير صحى فى الشركة، كانت آبل فى غنى عنه فى تلك المرحلة المهمة من تاريخها، ونجح فريق “ليزا” فى كسب السباق. وفى عام 1983 طرح أول جهاز شخصى فى العالم بتقنية GUI، ولكن “ليزا” واجهت عثرات كثيرة فى السوق، ولم تحقق نجاحا؛ لسعرها المرتفع جدا (حوالى 10 آلاف دولار حينذاك)، وكذلك عدم وجود كثير من التطبيقات. وفى العام التالى، طرحت الشركة جهاز Apple Macintosh الذى يعد نقطة تحول كبرى فى تاريخ آبل. وحققت الشركة مبيعات كبيرة منه عند طرحه، ولكن المبيعات انخفضت لاحقا؛ لعدم وجود تنوع فى التطبيقات، والسعر المرتفع نسبيا، وكذلك للمنافسة الشرشة من آى بى إم ومايكروسوفت. ولكن الحظ ابتسم لآبل ثانية، عندما قدمت الشركة للأسواق طابعة LaserWriter (أول طابعة بتقنية البوستسكريبت) التى طرحت للمستهلك بسعر مقبول إلى حد كبير، وكان ذلك مصحوبا ببرنامج النشر المكتبى PageMaker. وكانت هذه التوليفة هى العامل الرئيسى وراء خلق سوق كبير، هو سوق “النشر المكتبى” الذى امتلكته آبل عقودا طويلة.

المبدع المغامر والمدير المحترف التلقيدى:

كانت آبل فى مرحلة نمو كبيرة، ولكنه نمو مع ألم، فقد وصلت المبيعات إلى حد المليار دولار، وكان “جوبز” فى حاجة إلى مدير محترف لإدارة هذه الإمبراطورية الوليدة، ووجد “جوبر” الرجل المناسب! إنه “جون سكلى” (المدير السابق لشركة بيبسى للمشروبات الغازية). وكان الرجل مترددا فى قبول المنصب فى آبل، ولكنه اقتنع بعد أن قال له “جوبز”: “هل تريد تمضية عمرك فى بيع المشروبات الغازية، أم تريد أن تنضم إليّ، ونقوم بتغيير العالم؟”. وأصبح “سكلى” رئيسا ومديرا تنفيذيا للشركة فى عام 1983، وطبق الرجل معايير صارمة داخل الشركة، وكان لديه قناعة أن مصروفات البحوث والتطوير داخل الشركة مبالغ فيها بدون مبرر، وأن طموحات “جوبز” وأفكاره لابد من ترويضها، خاصة أن مشروع Lisa الذى احتضنه “جوبز” سبب مشكلات كثيرة! وعلى التوازى حصلت مايكروسوفت على عدة نماذج من أجهزة Macintosh لتطوير عدد من التطبيقات عليها، ثم طرحت مايكروسوفت نسختها الأولى من Windows فى عام 1985 (نظام التشغيل الخاص بأجهزة آى بى إم والأجهزة المتوافقة معها الذى يعمل بتقنية GUI). وكان معدل مبيعات Windows بطئيا نسبيا فى بدايات الطرح فى الأسواق، ولكن سرعان ما انتشر هذا النظام، وأصبح نظام التشغيل الأول للحاسبات الشخصية فى العالم؛ وهو مما زاد الأمر تعقيدا لآبل.

وبدأ الاحتكاك بين “المبدع المغامر” و”المدير المحترف”، وأخد مجلس الإدارة صف “سكلى”، وأعفى “جوبز” من جميع مهامه الإدارية، وترك “جوبز” و”وزنياك” الشركة، آخذين معهم روح الإبداع والإقدام والريادة!

:السنوات العجاف لا إبداع، لا مجد

واجهت آبل بعد ذلك، كثيرا من المشاكل، فحصة السوق الخاصة بهم فى تقلص مستمر، ووضعت الشركة هامش ربح عاليا لمواجهة مصروفات البحوث والتطوير التى كانت بعيدة كل البعد عن وجود إبداع حقيقى فعال. وانغمست الشركة فى مواجهات قضائية مع مايكروسوفت، بسبب نظام تشغيل Windows، واستمرت القضايا سنوات عدة؛ وهو مما أفقد إدراة آبل التركيز والقدرة على تطوير منتجات ذات قيمة مضافة عالية، للمحافظة على وضع آبل التنافسى؛ وهو مما أدى إلى خسارتها كثيرا من أسواقها وعملائها.

وبدأ “سكلى” بالخطوات المعتادة فى مثل هذه الحالات، ألا وهى “إعادة الهيكلة”، وأغلق 3 مصانع، وسرح 1200 عامل، وذاقت آبل طعم الخسارة أول مرة فى تاريخها! وبدأ “سكلى” بتطبيق استراتيچية جديدة، محورها تقديم الحلول المكتبية لقطاع الأعمال، وطرحت مجموعة من أجهزة آبل وملحقات التشغيل المخصصة لحلول قطاع الأعمال، وكذلك قدم  Mac PowerBook 100 (أول حاسب محمول من آبل) الذى لاقى نجاحا كبيرا، ونجح “سكلى” فى دفع مبيعات آبل من نحو مليارى دولار إلى 5.3 مليارات دولار فى عام 1989، ولكن لم تشهد الشركة أية إبداعات كبرى فى تلك الفترة، ولكن على العكس زادت حدة المنافسة عليها، خاصة فى الولايات المتحدة، فى حين كان فرعا الشركة، فى أوربا والمحيط الهادى، فى وضع لا بأس به. لقد كانت استراتيچية الأعمال واستراتيچية التكنولوچيا فى واد غير الآخر، وواجهت الشركة إخفافا جديدا عندما طرحت فى الأسواق جهاز المساعد الشخصى الرقمى Netwon الذى لم يكن السوق مؤهلا لاستقباله فى هذا التوقيت، ولكن ساعد Newton على تمهيد الطريق أمام تلك النوعية من الأجهزة فى المستقبل! واشتدت الخلافات بين أقسام البحوث والتطوير من جانب، والتسويق والمبيعات من جانب آخر، كل يلقى اللوم على الآخر، بسبب هذا الإخفاق. ولم تلتفت إدارة الشركة إلى فكرة إعادة ترخيص نظام التشغيل الخاص بها إلى طرف ثالث، واستغلال هذا التفوق التكنولوچى لدحض المنافسة، إلا فى وقت متأخر جدا، وهذا ما أضاع على آبل مكاسب تقدر بعشرات المليارات من الدولارات. بعد ذلك تولى “مايكل سبندلر” رئاسة الشركة فى 1993، وكانت الشركة فى وضع لا يرثى له؛ إذ انخفضت حصة السوق من 14٪ إلى 10٪، وسرح نحو 2500 عامل، إضافة إلى تجميد كثير من مشروعات التطوير، وخفض ميزانية البحث السنوية بقيمة 100 مليون دولار. ولتقليل ضغط السوق، كونت آبل فى عام 1994 تحالفا مع آى بى إم وموتورلا، لتطوير منتجات أكثر توافقا مع آى بى إم، باستخدام تكنولوچيا المعالجات من موتورلا، وذلك لكسر التحالف غير المكتوب بين مايكروسوفت وإنتل، ولكن فى النهاية كسبت مايكروسوفت وإنتل السباق، وحافظتا على تقدمهما فى السوق. ولم يستمر “سبندلر” كثيرا، وخلفه “جيل إميللو” فى عام 1996، ولكن زيادة خسارة الشركة أدت إلى استقالته هو ونائبه للتكنولوچيا فى عام 1997. لقد أثبتت سياسة “الخطوة خطوة، وعدم وجود إبداع حقيقى” الفشل الذريع!

عودة الساحر والمجد أيضا:

قبل رحيل “إميللو”، قرر شراء شركة NeXT التى أسسها “جوبز”، بعد إقصائه من آبل، وكذلك نظم التشغيل الخاصة بها، لتطوير بديل لنظام تشغيل آبل الذى أصبح غير متامش مع متطلبات السوق. وأعلنت آبل عزمها على الاستحواذ على NeXT فى ديسمبر 1996، مقابل 429 مليون دولار نقدا للمستثمرين الأساسيين، وكذلك 1.5 مليون سهم من أسهم آبل لصالح “جوبز”. ورجع “جوبز” إلى الشركة الأم بوصفه مستشارا فى عام 1997، وفى العام نفسه تولى منصب القائم بأعمال الرئيس التنفيذى، ثم الرئيس التنفيذى لآبل بصورة دائمة فى عام 2000. لقد عاد “الساحر” مرة أخرى إلى شركته، وعادت معه روح الإبداع والإقدام والريادة.

وفى عام 1997 أعلن “جوبز” عن اتفاق مع مايكروسوفت لإصدار نسخة من برنامجها الأشهر Office، وطرحه على أجهزة آبل، وأن مايكروسوفت ستشترى أسهما من أسهم شركة آبل بقيمة 150 مليون دولار، بدون حق التصويت.  وفى نوفمبر من العام نفسه، طرحت آبل مفهوم Apple Store، وهى منافذ بيع تابعة لآبل، ذات ديكورات خلابة، وأسلوب جديد للعرض، موجودة فى أهم مناطق التسوق بالولايات المتحدة، لبيع منتجات آبل على نحو حصرى. وكان الهدف الأساسى من هذا المفهوم هو محو الصورة الذهنية السيئة التى ارتبطت بمنتجات آبل عند عرضها داخل منافذ البيع المملوكة لأطراف أخرى، وكذلك زيادة حصة الشركة من السوق. وافتتح أول منفذ للشركة فى عام 2001. وفى عام 1998، طرحت آبل منتجها الجديد iMac، وهو حاسب شخصى من آبل بمفهوم الكل فى واحد، وذو تصميم خلاب وعصرى، حتى إنه عد نموذجا يحتذى به عند تصميم حاسبات المستقبل، مستعيدة بذلك الذكريات الجميلة لجهازها Apple Macintosh. وصمم هذا الجهاز “جوناثن إيف” الذى حصل على عدد من الجوائز، نتجية هذا التصميم، وفيما بعد صمم اثنين من أكثر منتجات آبل نجاحا؛ هما iPod و iPhone، وحقق iMac نجاحا غير مسبوق، وبيع منه أكثر من 800 ألف وحدة فى أول خمسة شهور من الطرح.

شهد عام 2001، طرح آبل نظام التشغيل الجديد Mac OS X الذى عد مثالا ممتازا للتزاوج بين نظام تشغيل يتميز بالاستقرار والأمن والجودة؛ مثل Unix، مع واجهة مستخدم رسومية سهلة الاستخدام تميزت بها آبل على مدار السنين، وذلك بناء على تقنية NeXT، كما قدمت آبل مشغل الموسيقى الخاص بها iPod، فى العام نفسه، وحقق هذا المنتج مبيعات فاقت التوقعات؛ إذ إنها وصلت إلى 100 مليون جهاز فى خلال 6 سنوات من الطرح. وفى عام 2003، قدمت آبل مفهوما جديدا غير شكل سوق الموسيقى المسموعة إلى الأبد، ألا وهو iTunes Store، وهو موقع إلكترونى لتحميل الأغانى على أجهزة iPod، مقابل 99 سنت للأغنية، ووصل عدد التحميلات من هذا الموقع إلى أكثر من 5 مليارات تحميل، فى خلال 5 سنوات. وفى عام 2006، أعلن “جوبز” أن آبل ستستخدم معالجات إنتل التى تسمح باستخدام نظام تشغيل آبل، إضافة إلى نظم تشغيل مايكروسوفت. وتوالت النجاحات، وزادت الأرباح على نحو لم تشهده الشركة من قبل؛ إذ ارتفعت قيمة الأسهم إلى أكثر من 10 أضعاف فى خلال المدة من 2003-2006، ووصلت إلى حوالى 80 دولارا للسهم. ومنذ عام 2007، دخلت آبل عهدا جديدا، وهو عهد الأجهزة الإلكترونية المحمولة؛ لذا أعلن “جوبز” فى 9 يناير 2007 عن تغيير اسم الشركة من “آبل كمبيوترز”، إلى “آبل”، كون الحاسبات أصبحت الآن جزءا من منتجات الشركة. وفى اليوم نفسه أعلن “جوبز” عن ميلاد نجم جديد؛ هو iPhone (التليفون المحمول الذكى من آبل) الذى جعل من الشركة ثالث أكبر مصنع للهواتف المحمولة فى العالم، فى أقل من عامين. وفى اليوم التالى وصل سعر سهم آبل إلى 97.80 دولارا، ثم كسر حاجز 100 دولار فى مايو من العام نفسه. وفى يوليو من عام 2008، أعلنت آبل عن تدشين موقع App Store المخصص لبيع تطبيقات مطورة من قبل أطراف أخرى لمنتجات آبل iPod Touch و iPhone. وفى خلال شهر واحد باعت آبل ما يقارب 60 مليون تطبيق، بمتوسط مبيعات يومى يقارب المليون دولار. وفى 14 يناير 2009، وقع “جوبز” مذكرة داخلية يعلن فيها عن أخذه إجازة مرضية مدة شهور، وذلك للعناية بصحته، ولجعل الشركة تركز على تطوير منتجاتها وتسويقها، بدون تأثيرات خارجية، خاصة من جانب الصحافة، فيما يتعلق بأخبار حالته الصحية.

أخر محطات الإبداع:

ظهر “الساحر” مرة أخرى على المسرح، فى 27 يناير 2010، ليعرض على العالم أحدث ما صنعته آبل، وهو جهاز iPad، الجهاز اللوحى المحمول ذو الشاشة الكبيرة الذى يتمتع بخاصية العمل باللمس؛ مثل iPhone، والمتوافق مع كثير من التطبيقات التى تعمل على iPhone. إنه الجيل الجديد من الحاسبات الذى سوف يغير شكل استخدام الحاسبات أعواما قادمة، بل إجيالا قادمة، كما فعل أقرانه من أجهزة آبل من قبل.

والجدير بالذكر، وحسب النشرة الصحفية المنشورة على موقع الشركة الرسمى فى 22 يونيو 2010، أن مبيعات آبل من جهاز iPad قد وصلت إلى 3 ملايين جهاز فى أقل من 80 يوما؛ أى حوالى 37500 جهاز يوميا؛ أى حوالى 1562 جهازا فى الساعة! لقد أصبح يقاس معدل شراء الناس الجهاز بالساعة، نعم بالساعة، وليس باليوم أو بالشهر!

إنها بلا شك، لمسة الساحر المبدع، والمغامر أيضا، ستيف جوبز .. ولكنه أختفي من المسرح .. فهل يكون هذا الاختفاء أخر محطات الإبداع؟ .. الزمن وحده سيجيب عن هذا السؤال!